20.2.11

قصيدة بعنوان أبجدية محمد صلى الله عليه وسلم – 2



تأليف وإبداع : الطالب الجامعي محمود صابر زيد – كفرقرع
هذه القصيدة مهداة إلى رسولنا الأكرم سيدنا محمّد صلى الله عليه وسلم بمناسبة ذكرى مولده الشريف , وممّا يميز هذه القصيدة أنّه إذا نظرت في أوّل حرف من كل بيت فإنّك سترى جميع الأحرف الأبجدية مرتّبة من الألف إلى الياء وهذا التناسق الشكلي جاء متزامنا مع اسم القصيدة "أبجدية محمد صلى الله عليه وسلم" .

أبكي محمّدا في ذكراه لكثير اشتياقي ... ولست أبكي إلا لمن استحقّ منا رثاه
بدرٌ طلعت على يثرب فنسيت الليل السرمدي ... وشمس وضّاءة ورحمة للعالمين وقلبي يهواه
ترى تلك الشجرة وذاك الحجر يحنّون للقياه ... وجملٌ صبورٌ يبكي إلى طه ويُسمع شكواه
ثائرٌ أنا على ذاكرتي إن نسيتك يوما ... ومتمردٌ أنا على قلبي إن انفكّ يلقاه
جلّ من اصطفاك من خير البشر كلهم ... فما من أحد يرقى إلى ذروة تقواه
حبّك يجري مجرى الدّم في العروق ... ونبض قلبي يناديك ويجدّد نواياه
خذني إليك لأسعد فالكل دونك أشقياء ... ولا تنسني من الشفاعة فالحساب أخشاه
دليل الحيران هديك وسنتك نهج حياتي ... وأنت قدوة كل حي ومن لسنا نراه
ذرفت عيوني دموع الحنين يوم مولده ... فليس النحيب يكفيني ولكنّي أبغي رؤياه
راسخٌ أنا في حبّ أحمد ما أطلقت شهيقي ... فالمال والولد والنفس فدىً لعظيم غلاه
زمان المجد ولّى مدبرا كلمح بالبصر لمّا ... تركنا وصايا الرسول فاتّبعنا رويبضة وسواه
سلامٌ على الأندلس وحضارةٌ لا تُنسى ... فتلك قرطبة صنعت تاريخا بكل معناه
شمس غرناطة وطليطلة أعلنت إسلامها ... فالعلم سطّر عزّا لمّا لم يرَ الغرب من عماه
صباح النصر قادمٌ ليلة توبتنا من ذنوبٍ وأوبتنا ... والذلّة واقعة إنِ السّنة تركناها والقرآن نسيناه
ضباب الجاهلية تلاشى لمّا بلال صدح بصوته ... وعُمر لم يخلط بين حق وباطل والعدل أحياه
طلائع الإسلام أبو بكر خليفة رسول الله الأول ... وخديجة بَنَتْ بيت الإيمان وصدّقت بدء هداه
ظلمة الهجاء زالت عن قلب حسان بن ثابت لمّا ... رأى نور المختار فمن خوفٍ على بصره لم تُر عيناه
عثمان وعلي أتمّوا عهد خلافة راشدة بإحسان ... فرغم كبير الفتن أرسَو دولة الإسلام وحِماه
غريبٌ أنت يا زمان كيف تركت ذاك المجد ... ولكنّ حسرتي على من خنع لمتاع زائل واتبع هواه
فالعلم والأدب وكل فن يحكي حضارة الإسلام ... وهذا عزٌ لم يعرف له مثيلا فبه فافخر وإياك أن تنساه
قد نال منك يا رسول السلام أناس لم يعرفوك ... ألا ليتهم سمعوا عن خُلُق النبي الأمّي ورحماه
كم أنت مسكين يا من تجرّأت على سيد المرسلين ... ألا ليتك عرفت قَدرك في ساح أحمد وصفاه
لا تحسبنّ من رقص على قبر عظيم كبير شأن ... فالعظمة أن تكتب تاريخا تأبى الدنيا جفاه
من ذا الذي يقذف عرض أم المؤمنين بكل سفاهة ... فجهنّم تنتظره وتنادي من مثله تغنّى بغباه
نار تلظّى لكل من لم يرد كتاب الله حيا ... فتبّا لمن لم يفهم أنه محفوظ في صدورٍ ترضاه
هذا يسب ديننا اليوم وغدا آخر لأنّهم علموا ... أنّ القوة فيه والأمن ولكنّ منصبا زائلا أغراه
وإني رغم ألمي لا زلت أرى الخير صامدا ... فرُبّ شرٍ خدم الخير دون قصدٍ وأرساه
يا مصطفى ذكرك حي وأبجديتك لك مني هدية ... وقربك في الفردوس الأعلى هذا أقصى ما أتمناه

1.2.11

قصيدة بعنوان سعادة المسلم



إبداع وتأليف : الطالب الجامعي محمود صابر زيد - كفرقرع

هلّا طرقتِ بابي قبل الولوج ... إن كنتِ واثبة نحوي بإقدام
أم أنّك لطالما أحببت أن تباغتيني ... فحلاك لا يكتمل إلا بمفاجأة الأيام
وأخبريني كيف لي أن ألقاكِ ... يا سعادتي لي رغبة أن أبلغ المرام
لكنّ الدهر علّمني أنّ سرّك الأول ... محفوظ في شخص الإنسان فالأمر محسوم
ذاك الإنسان الحي بقلبه وضميره غايتك ... وليس من عاش على ركام أضعف الأقوام
ثلاثة من كنّ فيه عانق العنان بسعادته ... حب الخير للناس وقوة في الشخصية والإلتزام
وليس الغنى من يبقيك ضاحكا باطمئنان ... لكن حسبك سدّ حاجاتك فالأجل محتوم
ولا تحسبنّ من حَسُن مظهره وتجمّل رائدا ... إياك أن ثثنيك زينة عن اللب العظيم
وحذاري أن تنسى نصيبك من العلم ... فشعلة العلم لا تنطفئ وهو عدو للظلام
حسن الخُلُقِ دأب كل صالح وعظيم ... فالسعادة فيه والسكينة وفي الصراط القويم
ليتني أكون شمسا لأغمر الأرض بدفئي وحناني ... وليتني أكون قمرا لأحفظ عرش الإسلام
وليتني أكون شجرة لأضمّ إلى ظلّي طفلا باكيا ... وليتني أكون نبع ماء لأروي ظمآنا بإكرام
وإنّي لأظنّك إن كنت لبيبا قد فهمت قصدي ... وإلّا فعليك واجب أن تقرئني لتفهم أحلامي
الإحسان لا يجد له مخرجا من جوفي وأحشائي ... والفناء لأجل ديني ووطني دستوري وكلامي
هل سألتني كيف لي أن أعيش أبد الزمان ... إن كان الموت يترصدني كل عامي
أم أنّك خجلت من سؤال جوابه بين يديك ... فإنّي مخبرك بسرٍ لا يُقال إلا لأقرب الأعمام
نفسك لا تنسها ولكن لا تشغلك عن غيرها ... فمن لم يزد شيئا زاد على الدنيا ومات بإسهام
وليست السعادة وقفا خالصا للدنيا بصغرها ... ومن ذاق اليوم منها شيئا فالغد أغنى بالنعيم
فرسول الله علّمني أن لا أحصرها في دنياي ... فالسعادة أدوم من التلاشي عند تفتت العظام
هذا درب السعادة يطلبك ويرجوك فسِر برغبة ... ولا تنسَ نشل ماء سعادتك من نبع الإسلام