29.8.11

نونية رمضان



وداعا رمضان إذا ما رحلت عنا ... ودموعا وأحزانا إذا ما هلالك غاب عنا
جئتنا تسابق الرياح فسَعِدت أيامنا ... وليالينا طابت والناس من حبك أرونا
هلا تمهلّت قليلا إن كنت ذاهبا ... فنسائمك رحمة وقلبك مغفرة وليتنا من المعتقينا
إني سمعتك ناديتنا أين الطائعينا ... فهنيئا لمن أجاب الدعوة وصام يقينا
وإني نظرتك فرأيتك مبتسما لمن صام وقام ... ومتوعّدا لمن كان عن أمرك من المتخلّفينا
فطوبا لمن قام الليالي مؤمنا محتسبا ... وويل لمن غفل عن وعظك وكان من المجاهرينا
يا من أنت خير الشهور كلهم ... لا تغب عني دهرا فلقياك غاية المحبينا
فيك تحلو الحياة والحياة لحظة وثواني ... وليلة القدر هي ثقيلة في ميزان الزمان
وقلبك يفاخر بنصر عظيم يوم بدر ... وعشرك الأواخر ختام كل خير وكنز للمحسنينا
لعمرك إنك لشهر الخيرات والبركات ... وغيابك يبشّر بفرحة العيد والجائزة للصائمينا

18.8.11

قصيدة بعنوان اسمي محمد وينادونني حمادة


اسمي محمد وينادونني حمادة *** وجدّي مصطفى يحب الريادة
وأبي عبد للكريم ولشغل العيادة *** وأمي تنادي بالتحرّر والقيادة
وأخي البكر يريد تحرير الوطن *** من كل سفيه ومن ليس له سيادة
وأختي مصونةٌ لا تستوقفها الدنايا *** وتأخذ زينتها عند كل مرآة كالعبادة
قابعة بين جدران أربعة تنتظر الفرج *** ومن يأخذها إلى بيت الزوجية والسعادة
لكنّ بنت الجيران تتبختر في مشيتها *** وتسأل الشباب حبّها وهجران الحدادة
وتغمز لهذا وذاك وتتحدّى الحياء *** وتقول ليست ليلى أحسن مني ولا ودادَ
ها هو أبي ذا يتصفّد جبينُهُ العرقَ *** وأنا جالس أكتب لحبيبتي عن المراد
وألحّن رومنسيات أوجعَت قلبي *** وأقول لها لولاك ما نطقت بالشهادة
ويدخل أبي على غفلة فأغلق المحادثة *** وأسئله فلاحة الأرض ونبذ الوسادة
أخرج من البيت إلى مقهى الهداية *** فيناديني أحدهم يا ولد أين مسجد الصلادة
يصدمني سؤاله وأتعذّر عن الوصاية *** وتخذلني نفسي فتبدأ تبحث عن القلادة
أدخل المسجد القريب على أمل الإنابة *** ولكنّ شيخا كبيرا يرقبني بعجب وبلادة
وينهال بمرّ الكلام على صغيرين تضحّكا *** ولا ينتظر سماع رد منهما أو إفادة
وأرجع إلى البيت فأعلن دولة التطرّف *** وآخذ التلفاز والحاسوب إلى الإبادة
ويعبس وجهي وأتّخذ لي صومعة *** وأصير مثلا يُضرب للغلظة والعنادة
فهل يا ترى محمد خير البشر *** ترك الدنيا أم الآخرة للإشادة
وهل هو إلا رحمة للعالمين *** وهيهات نادوه مرة حمادة