29.8.12

قصة وصورة حقيقيتان: من سيُنقذ القطة ؟


الزمان: ثاني أيام عيد الفطر لعام 2012
المكان: منطقة وادي عيون قرب الحدود الإسرائيلية-اللبنانية

سعيد: إنه حرش نظيف كما يبدو والرياح ستساعدنا في إشعال النار بسرعة ..
مروان: يا إلهي، تعالوا إلى هنا، إنها قـ، قطة!
سعيد: هههه، هل يُشاهد مروان القطط لأول مرة، يا له من أعجوبة، هيا بنا نرى ما خطبه ..
جميلة: يا حرام، ساعدوها، إنها مسكينة!
سعيد: ماذا هناك؟
مروان: سعيد افعل شيئا، هل ستبقى واقفا كالشجرة التي بجانبك؟
جميلة: حسبنا الله ونعم الوكيل، أصبحنا وأصبح الملك لله، استفتحنا بمنظر هذه القطة ..
سعيد: إنها تختنق، يا ويلتاه، لا أريدها أن تتعذّب أمامي، فضلا عن أن تموت!
مروان: سأمسكها من العلبة بكل ثمن ..
سعيد: نعم افعل!

مروان: لا، لا أستطيع، إنها عنيدة، تظنني أريد إيذائها، يا لها من غبية!
جميلة: إنها تتقافز كالمجنونة، لا بدّ أنها تنازع!
سعيد: أترون يا أولادي هكذا يموت الإنسان أيضا ..
أنغام: هل أحضرتم اللحم؟ ماذا تفعلون؟ قطة عالقة، دعكم منها وشأنها!
سعيد: فعلا يا مروان دعك منها وشأنها، لن تستطيع مساعدتها، هذا هو قدرها ..
مروان: لكنها روح ..
سعيد: ماذا بوسعك أن تفعل؟
مروان: بوسعي أن أفعل الكثير، إن تركتموني لوحدي، يمكنني أن أبلّغ عن حالتها لجهات تُعنى بشؤون الحيوان إن استلزم الأمر ..
سعيد: ربما تريد دخول الجنة من مساعدتك لها، حاول يا أخي، ولا تتأخّر علينا ..

مروان لم ييأس سريعا وأخذ يفكّر بطريقة يخرجها بها من مأزقها وتسائل: كيف علق رأسها بمثل هذه العلبة؟ إنها حقا قطة غبية! هناك بيوت قريبة، هل يا ترى بحوزة أحدهم أداة تساعدنا؟! وهناك أيضا خمسة عشر يهوديا في الجهة المقابلة قدموا الحرش سائحين كما يبدو. وجدتها! إنهم يهود!

وبما أن حيوانهم المفضّل هو كلب، فمن المنطقي أن يعرفوا كيف يمكن مساعدة هذه القطة التي لا تعضّ، وهرع مروان إلى اليهودي الذي فارق قطيعه وسأله المساعدة فلم يستجب بادئ الأمر، إلا أنه قرّر الذهاب بنفسه ليستطلع الأمر وعندما وصل حنّ قلبه لها ودفع بابنه لينتشل العلبة من رأسها.

مروان: نعم أيها الولد استمرّ، نعم هكذا، نعم، نعم، لقد فعلها! (قالها بالعبرية)
سعيد: أحييك يا ابني فقد نالك شرف إنقاذها من موت مُحتّم في عجز الكبار، هنيئا لك على فعلتك! (بالعبرية)
جميلة: الحمد لله يا رب، مكتوب لها عمر جديد ..
أنغام: تأخّرنا على اللحمة لعيون قطة تعبانة!