28.6.13

النقد!




اذا انتقدت رئيس المجلس فقد تعدّيت حدودك! اذا انتقدت كبير العائلة فقد تعدّيت حدودك! اذا انتقدت شيخا أو رئيس جمهورية أو حزبا أو حركة فقد تعدّيت حدودك! السؤال الذي يُطرح: من رسم لي هذه الحدود ليُقرّر أنه تعدّ؟ انه ليس شخصي وانما الرئيس أو كبير العائلة أو الشيخ، ولماذا؟ أليس من المُفروض أنها حدودي وأنا أُقرّر أين تقع، فان أخطأت فربي يُعاقبني أو القانون يُجرّمني أو يُغرّمني، فما شأنك أنت؟! فأنت يا رئيس غير معصوم وأنت بشر مثلي، فلماذا تستكبر وتتعالى عن الخطأ؟ أم أنت أفضل من الفارق فقد أعلنها: "رحم الله امرئ أهدى اليّ عيوبي"؟

وفي المدارس تشرّبنا المواد بصورة سلبية (أي بدون أن نتفاعل مع المواد)، ولم نتربَّ على التفكير النقدي الذي يرى نقاط الضعف ليُميّز الحسن من الأحسن وليساهم في التحسين، فكل كتاب تاريخ هو مُقدّس وتفاصيله دقيقة لأن المعلّم يلتصق بلفظه ولا يتجرّأ على الخروج عنه، أو حتى التحريض على الخروج عنه! في حين أن العلم مبني على النقد، فعلى كل نظرية كُتبت انتقادات كثيرة، ولم يُلغها ذلك النقد لأننا نعلم أنه لا وجود لنظرية كاملة مُكمّلة!

والنقد هو نقطة الوسط بين السكوت ولو كان لدينا ما نُضيف وفي هذا بُخل، وبين اللجوء الى العنف وفي هذا رفض همجي لقول أو فعل الآخر! فنحن أمة العرب كما يبدو أننا نُفضّل الطرفين: الصمت أو العنف، في حين أن الوسط لا يعنينا! نسأل الله السلامة...