4.10.12

بسيخولوجي! - الجزء الأول

شاب قروي: مرحبا، هل لي أن أسئلكِ كيف تم قُبولكِ للقب الثاني في علم النفس؟ ما هي الأشياء التي من المفضّل تواجدها في المرشّح للقبول؟
 
شابة من إحدى المدن المختلطة: أنا شخصيا تم إعلامي بالقبول في فترة متأخّرة، قبل بداية السنة الدراسية بفترة قصيرة، ولكني أنصحك بالتزوّد بتوصيات من أماكن عملت بها أو تطوّعت وكذلك توصية من محاضر أو محاضرة في الجامعة، فهي من أهم الطلبات. كذلك، إن أمكنك مرور سلسلة من اللقاءات العلاجية عند "بسيخولوج"، فهذا سيزيد من إحتمال القبول!
 
الشاب: نعم سمعت بهذا القول ولكن ألا يبدو لكِ الأمر سخيفا؟ بصراحة أنا لا أرى نفسي محتاجا لـ "بسيخولوج"!
 
الشابة: غريب قولك، فكلنا نملك إيجابيات وسلبيات، ولذا كل إنسان يستطيع أن يُطوّر نفسه، فالـ "بسيخولوج" ليس قصرا لمن يعاني من مرض نفسي وإنما يمكن تسميته "مُرشد للحيران".

إن هذه المحادثة القصيرة تعكس صورة فيها اختلاف بين أبناء المجتمع العربي، ذلك أن هذا المجتمع يُحاول التحرّر من المحافظة والإنغلاق إلى الحداثة والإنفتاح على العالم، ولكننا نرى تفاوتا في هذا التحوّل بين سكّان القرى، المدن العربية والمدن المُختلطة وتفاوتا آخر عند أبناء نفس البلد الواحد تبعا لمدى الثقافة الفردية والإطلاع. ولربما يرجع سبب سبق أبناء المدن المُختلطة لكونهم يعيشون في عالم قريب من الحداثة والذي يحوي التعددية الطائفية والدينية، ولهذا كان من السهل عليهم تقبّل الآخر والتأثّر به. إن هذا التحرّك في المجتمع العربي هو فعلا ملحوظ ولكنّه يحتاج إلى تحفيز دائم وتوجيه إلى الإتجاه السليم، فقبل سنين لم نكن نسمع أصلا بمصطلح "بسيخولوج"، عدد طلاب علم النفس كانوا أقل بكثير والخوف من الموضوع كان كبيرا، بإختصار لم يكن هناك وعي لأهمية هذا الموضوع في حياة كل واحد منا. 
 
إن المرحلة الثانية تتمثّل بتحرير العقول من ربط العيادات النفسية وربط الـ "بسيخولوج" بعالم الجنون، إذ أن الطبيب النفسي أو عالم النفس لا يتعاملون فقط مع "مجانين"، وإنما يصل العيادات أناس يعانون من خوف مُبالغ به من المرتفعات، أو أناس يُعانون من الخوف من الإمتحانات، أو أناس يُعانون من مرض الشك (Ocd)، أو أناس يُعانون من إكتئاب، أو أُناس يريدون إختيار زوجة وهم متحيّرون أو أُناس يريدون إختيار موضوع تعليم أو عمل مناسب، أو أب يريد أن يستشير "بسيخولوجه" بشأن أمر ما في تربية الطفل! لذا فإن هذه المرحلة تتطلّب تعديل الوعي العام بأن ليس كل من يذهب إلى عيادة نفسية فهو "معتوه" أو "مجنون" أو "انتهى أمره وذهب عقله"! فكما أن هناك كثير من الأمراض الجسدية التي تختلف بخطورتها وطرق علاجها، فكذلك هناك أنواعا وأصنافا كثيرة من الأمراض النفسية التي تختلف بدرجة تأثيرها على مسار الحياة العادي.