7.8.13

الذبّ عن "الإيجو" !


كثيرا ما ننزلق الى الدفاع المُبتذل عن أنفسنا، فيخترع الواحد منا تبريرات لموقفه ويصير يتلاعب بالمنطق ولربما يُزيّف الحقائق وكل ذلك من أجل أن يخرج من النقاش منتصرا برأيه وبفكرته، اذ كيف له أن يتراجع عن موقفه وكيف له أن يعتذر وهو رجل العلم والحكمة ؟! واذا بان للواحد خطؤه فضّل السكوت عن الاعتذار ولربما اكتفى باستغفار الربّ وليذهب الطرف الآخر في النقاش الى الجحيم ! ان ساحة النقاش في نظرنا أشبه بساحة المعركة، وفي المعركة لا اعتذارات ولا تراجعات، والكل يظن أنه على الحق، وأن الفوز والانتصار هما من نصيبه، ولذا عليه أن يطيح بخصمه باستخدام كل الوسائل الشرعية منها والغير شرعية !

واذا تأمّلنا هذا الحال فهمنا أن الذي يدفعنا الى الابتذال في الدفاع هو خوفنا على نفوسنا وعلى شخصياتنا أو ما يُسمّى بـ "الإيجو"، وهذا الخوف يكون على حساب الحرص على البحث عن الحقيقة، فنحن نحبّ أن نظهر كـ "مُقنعين" ولو فهمنا أن حُجّة غيرنا أقوى، ونحبّ أن نظهر "فاهمين" ولو لم نفهم كلمة واحدة مما قيل، أما التنازل فإنه في نظرنا ضعف وتغيير الموقف هو ضعف والمرونة ضعف، في حين أن الباحث عن الحقيقة ينبغي أن يكون مستعدّا لأن ينصت لكل ما يُقال له، ويحاول فهم الرأي الآخر، ولا يضيره ترجيح رأي الآخر ان بانت له قوّة الحجّة.

وليس القصد هو الامتناع عن الدفاع عن الرأي وعن الفكرة التي نُلقي بها في ساحة النقاش، ولكن علينا أن نكون مستعدّين أيضا لفهم وجهة نظر الآخر، وان كانت على حساب رأينا وفكرتنا، لأن ما يهمّنا هو الحقيقة وليس أن نظهر كمُقنعين وكأبطال النقاش الذين لا يُغلبون أبدا !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق