3.2.13

معذرة قلبي، ومعذرة أكبر لك ربي!

عندما تغوص في علم البيولوجيا وبالتحديد في مادتي "الاناتوميا والفيزيولوجيا" فإنك تعيد اكتشاف صَغَارك !
سلسلة طويلة من التفاعلات المعقّدة التي تحتاج منك وقتا لا بأس به لقراءتها وفهمها ومن ثم الى جهد اكبر ووقت أكثر لحفظها عن ظهر قلب، في حين أن كل سلسلة التفاعلات تحدث في ثوان وهي مستمرة وأنت تقرأ وتفهم وتحفظ ! فعلا انها مهزلة حقيقية، فأثناء قراءتك عن الدورة الدموية وعمل القلب يكون القلب قد أعاد دورته آلاف المرات وكل تلك السلسلة المعقّدة من التفاعلات ! يا رب ارحمني فأنا عاجز ! يا من وسع بكل شيء علما، اجعلني عالما على الأقل بجسمي !
ويا قلبي لك مني تحية على جهودك، ومعذرة على كل لحظة لم أقدّر فيها أتعابك ! ليس مفهوما ضمنا ما تعمله وليس بالعمل السهل ! كيف لك أن تضخّ دمي من مركز جسمي الى كل أنحائي في كل دقيقة ثمانين مرة ؟! ألا تكلّ ؟ ألا تملّ ؟ ألا تحتاج استراحة ؟ اني أشفق عليك، بل وعلى نفسي أكثر، فأنت فان وروحي باقية !
قلبي أنت تعمل وأنا أعمل، أنت تعمل وأنا جالس، وأنا نائم، وأنا مسترخي، وأحيانا تغضب لأني أزعجتك بحركتي الزائدة أو لربما تفرح لتضامني مع عملك الدؤوب، لكنك عندما تقف فإن وقفتك تكون نهائية، وسيسمع بصداها كل من حولي وربما كل بلدي وربما كل الوطن وربما كل العالم، من يدري فأنت صاحب القرار! صوتك ساعة رنانة في جوفي فكيف لي أن أنسى غلاوة وقتي؟!
لكنك رغم ذلك مُسيّر مأمور، لا تملك ارادة ولا رغبة ! إنك عبد يا قلبي ! مثلي ! فالشكر اذا خالص لربّي، والاعتذار والاستغفار لا ينقطع مني لمن أمدّني بقلبي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق