3.2.13

حدث معي ...

بينما أنا جالس على بساط المسجد منتظرا صعود الخطيب إلى منبر الجمعة، وإذ برجل تبدو عليه علامات البداوة يقف بجانبي ليصلي ركعتي تحية المسجد. لم يلفت الرجل نظري إلى أن ركع وبدأ يقول بصوت خفيض مسموع: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، فقلت ربما أخذته سهوة فلفظ ما لم يدرك، ولكن الغريب في الأمر هو لماذا يُصرّ على اسماع صوته؟
 
أكمل الرجل صلاته إلى أن وصل إلى جلسة التشهد الأخيرة، ولكنّ ما أدهشني هنا أن الرجل أخذ يقرأ بفاتحة الكتاب بصوت مسموع كذلك: "الحمد لله رب العالمين، الرحمان الرحيم ..." إلى آخر السورة. الرجل لا يعرف خطأه ويتفاخر بما يعرف لأنه يظنّه صوابا، لكنه أكمل عفويته بأن مدّ يده ليسلّم على كل من حوله بابتسامة عريضة وحماس زائد، فتذكّرت قول رسول الله عليه الصلاة والسلام: "رب أشعث مدفوع بالأبواب، لو أقسم على الله لأبره".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق