31.3.13

الفعل يدلّ على الفاعل !

اذا سبّك أحد فلا تستعجل بالردّ، واذا هزئ منك أحد فلا تستعجل الاستهزاء، واذا ذمّك أحد فلا تستعجل الذم، واذا غضب عليك أحد فلا تستعجل بغضب آخر، واذا شتمك أحد فلا تستعجلنّ الشتم، لأن كل هذه الأفعال دالة على فاعلها، فمن يشتم، يشتم إما لأنه لم يستطع أن يسيطر على نفسه في تلك اللحظة، أو لأنه غير ناجح في السيطرة على غريزته الشريرة، أو لأنه جاء يحمل غضبا من معاملة سابقة، وتتعدّد الأسباب عند الشاتم أو عند الغاضب، في حين أن المشتوم لا ينبغي أن يسارع الى الاستنتاج أن الشتيمة كانت من فعله وأنه مستحق للشتم على الدوام. والمنطق من وراء هذا أن الشاتم هو الفاعل في حين أن المشتوم هو المفعول به، ولو قلتَ لي أن المشتوم هو الذي أوصل الشاتم الى الفعل بمعنى أن المشتوم هو من أدّى بالشاتم الى أن يفقد سيطرته على نفسه، فصار الشاتم مفعولا به، لقلتُ لك أن الحُجّة الداحضة لهذا الادعاء هي أن الشاتم في هذه الحالة مُتحَكّم به على يد المشتوم وهذا أيضا يدلّ على سيطرته الضعيفة على نفسه، وبطبيعة الحال فإن البادئ بالإثم هو أظلم، والشتم أو الغضب هو مُقدّمة العنف!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق