31.3.13

لماذا أخّرنا الرحمة الى حين الموت؟

كلنا سمع صوت المنادي مرة واحدة على الأقل عندما يقول: "انتقل الى رحمته تعالى فلان ابن فلان"، ولكن في حياتنا نسمع نبرة أخرى، وفي هذا شيء من المنطق اذ أن العمل ينتهي بمجرّد الموت، ولا يبقى الا الأمل وتبعات العمل، في حين أنه في الحياة نحتاج الى الترهيب أحيانا لكي نمتنع عن الحرام، كما أننا نحتاج الى الغرامات لكي نمتنع عن مخالفة القانون الدنيوي. لكن المشكلة في الأمر أننا نفقد أحيانا كثيرة التوازن بين الترغيب والترهيب، فتراهم يُصوّرون للطفل أن الخالق هو شديد العقاب، ولا يتمّ التوضيح، على من شديد العقاب، هل على الطفل البريء؟ (حاشاه).
وتضيع الرحمة في طيّات الترهيب من غضب الجبّار فيشبّ الطفل مع صورة مشوهّة عن خالقه، فتأتيه أفكار أن الخالق خلقنا ليعذّبنا وأن المصائب التي تحلّ بنا هي انتقام منه (حاشاه)، وربما يودي هذا بالشخص الى أن يكفر بخالقه، لأنه لم يفهم أن الخالق رحمان رحيم وأنه خلقنا ليُدخلنا الجنّة وأنه يعاقبنا أحيانا لكي نرجع اليه وبالتالي لنكون مستحقّين لجنّته سبحانه وتعالى. وانني أتوقّع من كل سياق (خطبة جمعة، حديث عابر ...) أن يحوي ترغيبا وترهيبا بقدر متساو لكي نُحصّل التوازن المطلوب وبالتالي الفائدة الكبرى والأثر الكبير، ولا ينبغي أن ننفض من مجلسنا قبل أن نُوازن الترغيب بالترهيب والترهيب بالترغيب لكي تكتمل الصورة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق