لا أُخفي عتبي على جيل الأجداد، لأنهم في نظري قصّروا في
عملهم، ونحن بدورنا اضطررننا لمواجهة تبعات تقصيرهم، فصحيح أن قسما كبيرا منهم
حافظ على أرضه وهويته ورفض أن يتنازل عن وطنه وبالتالي سطّر موقفا لا ينساه
التاريخ، ولكنّ عتبي ينصب بالتحديد على انحسار الثقافة في ذاك الجيل! فكيف لشعب
كامل أن يُغفّل ليتأخّر عن العالم سنوات كثيرة فيرجع الى عصر الأمية؟! كيف استطاع
أجدادنا أن يحتملوا تهمة الأمية في القرن العشرين؟! صحيح أن الأزمات كانت كثيرة في
تلك الفترة والانتداب والاحتلال والنكبات خلخلت العقول والوجدان، ولكن هل كل هذا
يمنع من اتقان أبسط الأشياء ألا وهو فعل القراءة؟ أين كان أجدادنا من أول كلمة
نزلت على رسولنا عليه الصلاة والسلام "اقرأ"؟ ولماذا قرأت أوروبا رغم ما
مرّ بها من دمار؟ ولماذا قرأت اليابان رغم كارثة هيروشيما؟ ولما ضَعُفَت القراءة ضَعُفَت
الثقافة وضَعُفَ الدين وتأخّرنا وبالتالي كانت الأرضية جاهزة للاحتلال، ولن نناقش هنا
من جهّز هذه الأرضية ومن خطّطها، ولكن لا يوجد سبب في الدنيا كلها يمنع من فعل
القراءة والثقافة!
يقول د. يوسف القرضاوي: "ضع في يدي القيد ألهب أضلعي
*** بالسوط ضع عنقي على السكّين، لن تستطيع حصار فكري ساعةً *** أو نزع إيماني ونور
يقيني".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق