27.4.13

الاقتناع والاقتناع الزائف!

ما أسهل أن يُصرّح أحدهم لكي يدعم فعله أو قوله: " أنا مقتنع بما أفعل"، في حين اذا حاورت كثيرا منهم تكتشف خلال وقت قصير أو طويل اقتناعه الزائف، بمعنى أنه يُردّد مجرّد عبارة "أنا مُقتنع" وهو لا يعرف كيف هو مقتنع وما الذي أقنعه! ربما الاقتناع مجرّد احساس! تسأل أحدهم: "لماذا تدرس هذا الموضوع؟"، يجيبك: "أنا مقتنع به"، تسأل: "ما الذي يقنعك فيه؟"، يجيب: "يا أخي معروف كل من يحصّل علامات عالية يدخل الطب، وأيضا الموضوع محترم وعليه طلب". تسأل فتاة: "لماذا تلبسين البنطال الضيّق؟"، تقول لك: "هذه الموضة اليوم!"، تسأل فتاة أخرى: "ما الحاجة الى غطاء للرأس؟ أليس شعرك جميلا؟"، تقول: "لا أعرف، أبي وأخي لا يقبلون الموضة!". تسأل شابا: "لماذا تنتمي الى حركة كذا"، يجيبك: "الحركات الباقية لا تنفع، لذا أنا هنا!". هي اجابات تدل على اقتناع زائف لأن الشخص ينساق وفقا لرغبة الآخرين وللعادات وللمتغيّرات وليس لرغبته هو، بل ولربما لا يعرف رغبته الحقيقية لأنه لم يلتقِ يوما مع نفسه وبالتالي لا يعرف ماذا يريد، كما أنه لربما يظن نفسه مقتنعا بطريق قائمة وموجودة (حركة معين) لمجرد أن أغلب الطرق الأخرى لا تلائمه، ولا يسعى للبحث عن طريقه بنفسه! ان الاقتناع الحقيقي هو الذي يُبنى على أدلة ومُبرّرات عقلية ومنطقية وعلى مجموعة ادعاءات موصِلة الى الشيء المُقتنع به.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق