18.5.13

الشهوة!

لطالما أخذت الشهوة معاني سلبية في تفكيرنا ونحن نقرنها غالبا مع الحرام، في حين أنها يمكن أن تكون مقرونة بالحلال أيضا! نسمع كثيرا: "الشهوة هي هلاك"، ويمكننا حمل هذا القول على أن المقصود منه الشهوة الحرام، ولكن يبقى فيه تعميم وربط للشهوة بالحرام! في كلامنا الدارج نقول: "اشتهيت الطعام" و "أنا مشتهي مرة أشوفك مبسوط"، فالكلمة جاءت هنا للتعبير عن رغبة مقبولة في العُرف والدين، والقرآن الكريم يقول: "زُيّن للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب"، فالقرآن يُسطّر الشهوة ولا يتنكّر لها، فهي طبيعتنا الانسانية!
 
ورغم أن الشهوة هي أوضع ما في الانسان، الا أنها لا تأخذ صبغة عامة سلبية، كما يظهر في الآية، والرسول عليه الصلاة والسلام يقول: "وفي بُضع أحدكم صدقة" - أي في جماعه لأهله - فقالوا : يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر ؟ قال عليه الصلاة والسلام : "أرأيتم لو وضعها في الحرام ، أكان عليه وزر ؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر". من هنا لا ينبغي أن نرتدع من اشتهاء الحلال، واشتهاء الحرام هو المرفوض، ولذا كان لا بد من توجيه الشهوة وتوظيفها في الحلال، ولا ينبغي أن نُصرّ على تعميم الهلاك على كل شهوة، ففي الشهوة أجر ان وُظّفت في المكان السليم، ولأن ذلك يجعلنا نشعر بإحساس دوني وربما نستحقر أنفسنا اذا مارسنا الشهوة في الحلال!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق