18.5.13

الحجاب قوة، لكن ليس دائما!

خارج القرى والمدن العربية، تشعر أحيانا أنك أقلية في الجامعة أو في "السوبر ماركت" أو في مكان العمل، وليس هذا الشعور لإحساس بضعف أو بسبب عنصرية وانما لمجرد مشاهدة من حولك، لترى أنك الوحيد الذي تبدو عليه علامات العروبة، ولكن فجأة تظهر فتاة مُحجّبة وربما لبست جلبابا أيضا، فيتبدّل الشعور بشعور آخر لتشعر أنك في بيتك، فحجابها يدلّ بالتأكيد على أنها مسلمة، وفي هذه البلاد أغلب الظنّ أن تكون عربية. اذا فكّرنا في الأمر فهذا اللباس الخاص (الحجاب والجلباب أو الحجاب وحده) هو قوة لأن الفتاة من خلال لباسها تقول لنا: "أنا مسلمة وأنا عربية وأفتخر، ولأني أؤمن بمبادئي وقيمي وديني وقوميتي ولا أخاف إلا الله فاني مستعدّ لأن أكشف عن هويّتي بين أي مجموعة من الناس! أنا لا أحتاج لأن أخبّئ هويتي في جيبي فهويتي تعرفها من مظهري! ومظهري يدلّ على باطني!". انه ليس قول باللسان ولكنه قول من خلال الفعل والتصرّف، فتراها فتاة عزيزة قوية ولأنها كذلك فهي لا تخاف أن تحاور المُختلف عنها فهويتها قوية راسخة وهي مقتنعة بما تعمل.
 
أما الصنف الآخر، فهو صنف تحسبه من خلال مشاهدة صورة فوتوغرافية ساكنة كالأول، ولكن ما ان تتحرّك الصورة حتى تكتشف أن الحجاب الذي أمامك هو مجرّد غطاء للرأس يدل على هوية ولكن ليس على باطن، ذلك أنه غير مبني على اقتناع ذاتي وانما لمجرد التماشي مع العادات والتقاليد وأوامر رب العائلة والخوف من بطشه، ولو اختفى الأقارب من الصورة لسقط الحجاب من فوره.   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق