2.6.13

التقديس من التلبيس!


مما يُميّز هذا الدين هو ذاك الاتصال المباشر بين المُخلوق والخالق، فلا يحتاج المسلم الى واسطة لكي يتّصل بخالقه ولا يحتاج الى رجل دين لكي يُباركه، وانما كل انسان يستطيع التواصل مع خالقه، مهما صَغُرَ ذنبه أو كَبُر ! فالتوحيد هو أساس الاسلام وقوام الدين، ويقتضي ذلك افراد الله بالعبودية واخلاص النية له وحده، ولذلك كان الاتصال المباشر هو الحلّ الأمثل، وذلك كي لا يدخل في نية الانسان شيء من الشرك، فهو ظلم عظيم !

ولمّا كان كل ابن آدم خطّاء ولمّا كان البشر غير معصومين باستثناء الأنبياء والمرسلين، كان من الحريّ بنا أن نكون واعين لهذا الأمر، وبالتالي من غير المنطقي أن نُقدّس أشخاصا لأنهم لربما يُخطؤون حتى ولو كانوا أولياء صالحين أو علماء كبار أو مشايخ مُخضرمين ! ولما وقعت أوروبا في تقديس بعض مُفكّريها وعظمائها، كان من الحريّ بنا نحن أبناء دين التوحيد أن ننبذ كل هالات التقديس التي تُحيط بالأشخاص الغير معصومين، لكن ذلك لا يعني أن لا نحترم مفكّرينا وعلمائنا وأن لا نقدّرهم على جهودهم ! مع ذلك في هذه الأيام بتنا نرى هالات من التقديس تُحيط بالشخصيات القيادية الدينية والعلمانية منها وهالات أخرى تحيط بالمشاهير وبرجال الدين وبالشخصيات الوطنية، مما يجعل نقد شيء عند أحدهم أمرا مستحيلا، وان تجرّئ أحد وفعل لنالته لعنات أتباعه، كما أن اعتراف الاتباع بخطأ الشخصية المُبالغ في تعظيمها يكاد يكون مستحيلا، فهم يلوون أعناق الحقائق ليحافظوا على الصورة العامة للشخصية، وهذا كله تقديس من تلبيس ابليس !  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق