2.6.13

الغناء الفارغ !


كثير من الأغاني الأكثر انتشارا هي أغاني سطحية، ولا تكاد تحملُ أي معنى، ولربما تكون شطحات من هذيان واحد مسطول أو سكران، في حين أنها تُسمّى فنّا وأبناؤنا يُشاهدها على التلفاز جهارا نهارا ! ولستُ أريد طرح قضية العُري الموجود في أغلب الكليبات والإغراءات والآهات التي تطلقها الفنانات لتحرّك مشاعر الشباب والبنات، ولكنّى أريد أن أتحدّث عن تفاهة هذه الأغاني من ناحية الفحوى.

ولا يمكننا أن ننكر تأثير هذه الأغاني على الأفراد ولو كان تأثيرا لا واعيا، فهي تُوثّر وبشدّة لتصير البنت تحتذي بتلك الفنانة "اللامعة" (وهي فنانة فارغة في حقيقتها) التي تكشف أكثر من نصف جسمها وحولها الراقصون يُمجّدونها وكأنها الملكة، ولتصير قدوة الشاب ذاك الفنان الذي سحّل شعره ولبس الأنيق لتتمايل من حوله الراقصات !

وليس هؤلاء فنانين وليس هذا فنّا، فللفن رسالة والفن أرقى من مكياج ومن عُري ومن كلمات وتأوّهات بائسة، ولنأخذ مثالا من أغنية لتامر حسني بعنوان "مجنون أنا":

 "وهو جنبي بنتخانق كتير اوي، مبطقش نفسي، وببقى نفسي نبعد وكل واحد في حاله، وبتهون عليا العشره وبقول طيب وماله، أنا اقدر على بعده فهو يبعد، تنزل دموعي والوم في نفسي ليه قلت يبعد، وارجع في كل قرار اخدته من ناحيته، بلاقيني فاجأه محتاج لحضنه حنيته، ولا بقدر على بعده، وده يطلع ايه، كل اللي فيه دلوقتى انا، طب اعمل ايه، احساس وعكسه بحسها، أنا مش قادر ولا يوم اكمل معاه، ولا اعيش من غير هواه ده أكيد مجنون انا"

يمكننا أن نقول أنه شهد على نفسه بنفسه، فهو اعترف ضمنا بمجنونية كلامه، ولا أريد أن أؤكّد جنونه، ولكني أكتفي بملاحظة شطحات الهذيان هذه التي لا أجد لها فائدة واحدة لمستمعها ! فما هي الرسالة التي يريد المُغني أن يوصلها لنا ؟ أم هي مجرّد كلمات صدرت بعفوية كأنها الجنون عينه ؟ ومن ثم يُسمّون هذا فنّا ! فانه أبعد ما يكون عن الفن لأنه غناء فارغ وان دلّ على شيء فانه يدل على انعدام الثقافة وانعدام التفكير ! وان كان هؤلاء نماذجا للفن في عالمنا المنسوخ فلا يجب أن نستغرب اذا أصبح أبناؤنا ضحلي الثقافة، عديمي الفكر وفارغين أيضا !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق