2.6.13

الشكلية تنفي الجوهرية !


احدى المطبّات التي لا يلتفت اليها كثير من الناس هي سطحية الفكر، فيمكنك أن تلاحظ اذا أمعنت النظر في ديناميكية المجموعات، أن الحديث ينحصر في الشكليات، فنحن مجتمع يُقدّس الشكليات، ويتغاضى أو ينسى كثيرا من الأحيان الجوهريات. فالمجموعة حين تلتقي يكون للقائها أهداف، ولكنها (أي الأهداف) لا تُعرض بشكل واضح لجميع أعضاء المجموعة عند الشروع في التخطيط، مما يؤدّي بالنقاش الى مسارات سطحية ومبعثرة.   

والشكليات مطلوبة ما لم تكن على حساب الجوهريات، والجوهريات مُقدّمة عليها لأهميتها، فلا ينفع أن نناقش كيف سيكون ديكور المسرح قبل أن نكتب السيناريو، لأننا بذلك نتلاعب بالأفكار والجوهريات لتتلاءم مع الشكليات ! ومن ثم، فنحن مجتمع يخاف من التخطيط المُمنهج ومن الترتيب ونعتبر ذلك رسميات وفضلة لا ضرورة لها وربما مضيعة للوقت، ونقول لمن يريد ترتيب الأفكار هازئين: "أنت مفلسف"، وكأن الفلسفة عيب، أو كأنها تهمة، وبالمقابل فنحن نحب العفوية والعشوائية ظانّين أن هذا هو الأسلوب الذي يتلاءم مع الحياة اليومية ومع عقول الناس البسيطة.

ولربما نحن لا نتقن التخطيط والتنظير وترجمة النظرية الى الواقع، ولذلك نهرب منه خوفا ورهبة، لئلا ندخل في متاهات نحن في غنى عنها، ولئلا نُضيّع وقتا ثمينا، متظاهرين أن التخطيط "الرسمي" هو زائد وهو من التكلّف، في حين أنه هو أساس العمل وهو ضرورة تسبقه !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق