26.9.13

لا تخفْ من المطالبة بحقّك!


كثير منا يصيبه نوع من الوجل والخوف عندما يُفكّر في مُواجهة ما يرتبط عندنا بالمُقدّس أو بالسلطة، ولذا يمتنع الواحد منا عن المواجهة ويتنازل عن حقّه تفاديا لوجع رأس مُؤكّد وفقا لتقديره! فمثلا، ان كان الحجّاج في طريقهم الى الحجّ وأراد أن يأخذ منهم السائق ما يسمّى بالإكرامية لكي يكمل سفرته، صمت الجميع لئلا يُثيروا الفتنة ولئلا يوجعوا رؤوسهم وأقنعوا أنفسهم أن تنازلهم هو في سبيل الله، واذا سمع أحدهم خطبة جمعة خاف أن يعارض الشيخ بكلمة واحدة، واذا كان المسؤول فاشلا في ادارته للشركة فضّل الموظّفون السكوت لكي لا يُحرموا من قطّارة المال، واذا كان الرئيس مُقصّرا فضّل الجميع السكوت درءً للفتنة!

ان هذه الظاهرة ناجمة عن عدّة عوامل، وأهمها: ثقافة نقض النقد، تقديس غير المُقدّس وتعظيم غير المُعظّم، وثقافة كبت السؤال. فثقافتنا لا تُرحّب بالنقد ولذا فكل محاولة من الانسان البسيط للاختلاف مع الشخصية الدينية أو السلطوية ستلقى في الغالب صدّا من الجماهير، ولمّا قدّسنا الشيخ وكلامه وعظّمنا الرئيس وكلامه صار الاختلاف معه في نظرنا معصية وجُرما، ولما كبتنا السؤال صرنا نأخذ ونستقبل ونمتص دون أن نتفاعل مع المعلومات ودون أن ننتج تساؤلات ودون أن ننتج آراء أخرى! انه لمن الواجب علينا أن نكون واعين لحقوقنا وأن لا نتنازل عن هذه الحقوق لمجرّد رهبة من شخصية معينة أو إرضاءً للجماهير أو تماشيا مع السائد!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق