26.9.13

الكلاب تنبح والقافلة لا تسير!


كثيرا ما ردّد المتحمّسون والمتعصّبون لأحزابهم القول الببغاوي: "الكلاب تنبح والقافلة تسير"، وللأسف هو يصدر عن متديّنين وغير متديّنين، وأقل ما يُقال عنه أنه قول ساذج، مُمتهن ومُحتقر، وذلك لما يحويه من استهانة، استهزاء وشتم الآخرين، مما يُساهم في توليد كراهية بين أبناء الصفّ الواحد، وهذا يعكس استخفافا بقيمة الانسان وهو بالتأكيد قول غير انساني فيه من العجرفة ما فيه! والمصيبة الأكبر أن القافلة لا تسير، فأين هي قافلتكم التي تتحدّثون عنها؟ آه انها القافلة الحزبية! وما شأني وشأن حزبكم؟! انني أريد لقافلة مجتمعي كل مجتمعي أن تسير! هل اجتمع العرب في السنوات الأخيرة في الداخل الفلسطيني على موقف واحد، على كلمة واحدة، على جهد واحد؟! هل حققنا مطالبا أو منعنا عنصرية بعد أن وقفنا كلنا في صف واحد أم هي انجازات حزبية نباهي بها بعضنا ولكي تزيد لمعانا نُردّد: "الكلاب تنبح والقافلة تسير"؟! كيف لنا أن نتعاون ان اعتبر بعضنا بعضا كلابا؟!

انها سياسة فرّق تسُد قد تمكّنت منا وأجهزت علينا، حتى لم يعلُ لنا صوتٌ بين الأمم، فتلك حركة اسلامية شمالية، وتلك حركة اسلامية جنوبية، وتلك جبهة، وذاك تجمّع، وذاك مسلم وذاك مسيحي، وذاك شيوعي وذاك متديّن، وذاك ابن عائلة فلان وذاك ابن عائلة علان، وذاك ابن قرية وذاك ابن مدينة، وذاك غني وذاك فقير، والكل يسبّ على الكل ولا أحد يبسط يد التعاون الا القليل، وكل يُغني على ليلاه، والمجتمع العربي في البلاد يُثير شفقة الغير، ويستجدي عطف الراحمين من الناس! اننا بدلا من أن نتركّز في رفض السياسات العنصرية ومقاومة الظلم، تركّزنا في احتلال بعضنا البعض ورحنا نتشاطر على بعضنا، حتى صار همّنا كيف سنكسر الحزب الآخر وكيف سنتفوّق على الآخرين بكل ثمن وكيف سنكون الأقوى والأبرز اعلاميا!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق