15.6.14

مقدّمة في المنطق النسبي


لا بد أن نشير إلى أن صورة توجيه العقل البشري وتهيئته يؤثران بشكل واضح على تفكيرنا المنطقي، لتجعل من العقل البشري وسيلة لكي يكمل بناء الأساسات التي وجّهته إلى اتجاه معين، ولذا نكاد لا نجد تفكيرا موضوعيا خالصا لأن التمهيد المسبق يحمل تأثيرا لا يمكن إبطاله بسهولة. كما أنه في التربية فإنه كما يُقال العلم في الصغر كالنقش في الحجر، أي أن المراحل الأولية من التربية والسنين الأولى من الطفولة لها أثر جليل في بناء شخصية الطفل. كذلك الأمر بالنسبة للأفكار والآراء المسبقة التي يحملها الإنسان، اذ لها أثر عظيم في بناء الفكر المتعلّق بأمر معين. عندما نسمع كلاما من أناس علمانيين بأن العلم والدين خطان متوازيان لا يلتقيان ويعرضون أمامنا الأدلة المقنعة نوعا ما فإنهم يتبعون هذه الطريقة من تحليل الواقع! فهم جاؤوا وقد أيقنوا أنه لا علاقة للدين بالعلم ولذا فهم يحللون الواقع ويفسرونه بناءا على هذا المبدأ، وهم بذلك يسيّرون الواقع لخدمة فكرتهم فيُظهرون ويُؤكدون ما يدعمهم وينبذون كل ما يُضعفهم وبذلك فهم يعرضون واقعا ليس بواقع وإنما هو كلام ناقص تم حذف بعض أجزائه. وكما أن هؤلاء العلمانيين افترضوا أنه لا علاقة للعلم بالدين، فمن حقنا نحن المؤمنين أن نضع الحقيقة المضادة نصب أعيننا وهي أن الدين والعلم يفسر أحدهما الآخر وأنهما يتقاطعان ويتكتلان في مضمونهما.
كُتب منذ زمن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق