22.11.13

الصاحبة !


ما إن تظهر مُقدّمات الشارب الأولية عند الشاب وما إن تظهر علامات الأنوثة الأولية عند الشابة حتى يشتعل التجاذب بين الجنسين وينتبه كل طرف الى الجنس الآخر بعد أن كان غافلا عنه منذ نعومة أظفاره. ان هذا معروف وليس بجديد وهو يتلائم مع مراحل تطوّرنا، الا أن المصيبة الكبرى تكمن في مصطلح "الصاحبة" الذي استوردناه من بلاد الغرب ليدخل الى عقول شبابنا وبناتنا.

فالشاب الذي لا يملك صاحبة هو "أهبل" والفتاة التي لا تُصاحب تُعاني من ثلاث عُقد نفسية على الأقل ! هذا ما استطاع الغرب أن يزرعه في عقول شبابنا وفي عقبه ظهرت الويلات والمصائب، فالتحصيل العلمي يقلّ يوما عن يوم، والحماس لطلب العلم يقلّ كذلك، ولا يفطن الذي يحالفه الحظّ الى أهمية العلم وتفاهة مصطلح "الصاحبة" الا بعد أن يُنهي مرحلته الثانوية، وعندها يُصيبه نوع من الندم على ما فرّط من فرص لتوسيع دائرة المعرفة.

ومصطلح "الصاحبة" بمفهومه الغربي هو غريب على ثقافتنا، فالتقاليد العربية تنصّ على فترة تعارف مضبوطة بآداب وأخلاق عالية، وبعدها يكون الزواج، فالتنقّل بين حبيب وحبيب وبين حبيبة وحبيبة ليس موجودا عندنا، ومعاشرة ليلة أو الارتباط لفترة معينة ومن ثم الانفصال هي ليست من مصطلحاتنا، لأن بناتنا ليست سلعة تُباع وتُشترى وهن غاليات وهن دُرر وليس يحظى بالدّرة كل قاصٍ ودانٍ.   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق