22.11.13

المبادئ خط أحمر !


الالتزام بالمبادئ يكاد لا يكون موجودا عندنا، إذ أن كثيرا منا يُلائم نفسه للظروف المحيطة به، دونما التفات الى شخصيّته والى كيانه والى مبادئه وأفكاره، وربما يلوي بعضنا أعناق المبادئ ليشعر أنه لم يتنازل عن مبادئه! والتأقلم مع الظروف المحيطة مطلوب، لكن عليه أن لا يكون على حساب المبادئ الأساسية ! كما أن أخذ المبادئ والتعامل معها بصورة جامدة وكأنها لا تقبل النقاش هو مرفوض أيضا، لأن ذلك يُنتج لنا أشخاصا جامدين غير مُستعدّين للأخذ والعطاء !

فأن تكون الأنثى المسلمة ساترة لنفسها في حياتها اليومية (ليس القصد أن تكون حتما مُحجّبة أو مجلببة) الى أن تصل الى حفلة عزيزة على قلبها فتلبس الفستان الذي يكشف الرجلين الى ما فوق الركبة، أو البنطال القصير أو الجارزة المفتوحة في منطقة الصدر، فهذا تلاعب بالمبادئ لأن من يُسمّي نفسه مسلما، وجب عليه أن يلتزم بمعاني الإسلام في الحياة اليومية وفي الحفلات وفي الأفراح وفي الأتراح، فالله لا يُعبد فقط في الحياة اليومية، حتى اذا وصلنا الى حفلة أو مناسبة قلنا أنها ساعتان وسنرجع كما كنا بعدها، كما أنه من الجهل التعبير عن الفرح بالتبرّج أو ما يُعرف بـ "التشليح"، اذ أنها سطحية أصابتنا ما أنزل الله بها من سلطان، ومن الجهل أيضا اعتبار الجمال والأناقة مساويتين للتبرّج ! فهذه الصورة من العبادة هي عينها الصورة التي فيها يعبد الانسان ربّه ويُظهر اخلاصه ما دام داخل المسجد، أما حين يخرج فهو يَغمط الناس حقوقهم ويشتم ويسبّ ويظهر كأنّه وحش بشري !

ومبرّرات مثل: "اليوم فرح وكل شي مسموح، خلينا ننبسط"، "مهي كلها ساعتين وبتخلص الشغلة"، "القاعة مسكّرة ومحدا غريب شايف"، "مهمي كلهم زي اخوتي"، "هو أنا الوحيد اللي بلبس هذا اللبس"، "الله غفور رحيم"، "هاي الموضة، شو أعمل أنا؟"، هي مُبرّرات لا يقبلها العقل السليم، اذ أنها تلوي أعناق المبادئ لنشعر أننا ممتازين في حين أننا لسنا كذلك ! فالفرح لا يُعبّر عنه بالتبرّج كما أن الممنوع يبقى قائما في زمن الفرح، والعبرة ليست بالكمية وبالوقت القصير وانما بالتحايل على المبدأ، والقاعة غير مُغلقة في وجه الكاميرات التي ترصد كل صغيرة وكبيرة، وأخونة جميع الأقارب هي خدعة، وتقليد الآخرين في كل صغيرة وكبيرة هو ضعف، والاحتجاج بمغفرة الله لفعل المنكر هو تلاعب مع الخالق وبالدين، والانسياق وراء الموضة هو تنازل عن شخصيتك الفريدة !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق