22.11.13

العمل الصالح لا ينحصر في المسجد!


لا شكّ أن للمسجد قيمة عالية جدا في حياة المسلمين، وديننا يحثّنا على اعمار المساجد، واعمارها لا يكون فقط بزخرفتها وتركيب المكيّفات والخزائن وبسط السجّادات الجديدة، وانما بالتواصل معها وزيارتها وتعاهدها! ولكن يجب أن ننتبه أيضا أن خارج المسجد هناك أيضا مدارس، وهناك عيادات، وهناك مستشفيات، وهناك مشاريع خيرية، تهدف الى التيسير على الناس في دنياهم، واعتقادنا أن العمل الصالح انما هو في المسجد، والأعمال خارجه أقل شأنا وأقل أجرا هو خطأ فظيع، لأن ذلك سيؤدّي بنا الى أن نسرف في المساجد، فنبعثر سلم الأولويات، ونقوم بتغيير براد شرب الماء كلما أراد أحدهم أن يتبرع بواحد جديد، ونُهمل بالتالي المرافق العامة ونتركها فقيرة ومفتقرة الى أبسط الحاجات، فمدراسنا تأنّ وشوارعنا تأنّ ومتنزهاتنا تأنّ، ونحن نقضي وقتا أكثر في المرافق العامة منه في المساجد، ولذا ينبغي أيضا عدم اهمال هذه المرافق، لأننا ان أحسنا فيها، فسنُسهّل على أنفسنا في حياتنا، وان سَهُلتْ حياتنا فسنتفرّغ أكثر لآخرتنا، وعلينا أن نعيَ ونتذكّر أن الأعمال بالنيات، وليس العمل الصالح في المسجد هو أعظم من العمل الصالح في المدرسة بشكل حتمي، فدور المدرسة لا يُستهان به في تربية أبنائنا وتثقيفهم، ولربما ستُخرّج تلك المدرسة عددا كبيرا من علماء المستقبل الذين سيساهمون في العطاء والتقديم لهذه الأمة بعلمهم وأخلاقهم. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق