22.2.14

سوريا الثورة ؟


أحيانا أتساءل اذا كان ما يحدث في سوريا هو ثورة أم مجرّد فوضى (anarchy)، وهو تساؤل مشروع في ظلّ الفوضى والبلبلة التي تشهدها البلاد. رائحة الدماء والقتل تُسيطر على سوريا من أقصاها الى أقصاها، التقبيح الفاحش في تعذيب البشر، دفن الناس أحياء، تجويع الأطفال، سلبهم طفولتهم، تيتيمهم، ترميل النساء، تمزيق الأسر، تشريد الملايين وأوضاعهم المادية البائسة، هدم البيوت، تدمير الطبيعة، هدم كل معالم الحضارة وقتال مستمر، حرب طاحنة بين أبناء الوطن، بين من يتكلّمون نفس اللغة ويتشاطرون تاريخا مشتركا. هل ينبغي أن نُضحّي بالإنسانية من أجل الثورة؟! لقد تم دفن الانسانية في سوريا، وما نشاهده هناك أقل شأنا من الحيوانية! هل الثورة يمكن أن تكون أقل شأنا من الحيوانية ولو كانت ثورة مُسلّحة؟! اننا لا نرى هذا التقاتل في عالم الحيوان، ولربما يمكن احداث نوع من تقاتل اذا ما حَقَنّا مجموعة من الحيوانات بهورمون التستوستيرون، ولكن سرعان ما يتلاشى تأثير هذا الهورمون، فهل مستوى التستوستيرون لدى أبناء الشعب السوري فوق السحاب؟!

والمعارضة تتناحر والفرق الكثيرة تتفرّق زيادة وتكفّر وتطعن في بعضها البعض، والجهل بارز والاغتصاب مستشرس وانتهاك كل الحُرُمات واقع، ورغم كل الأسى يبحث السوريون عن اشباع غريزتهم الجنسية؟! حرب وجنس؟! ثورة وجنس؟! قبل ثلاثة أيام، رُفع الى اليوتيوب فيديو يُظهر مضاجعة احدى قادة فرق المقاتلين لحفيدته! (لا يهمّني معارضة أو نظام).

ان هذا الفيديو مثير للقشعريرة والاشمئزاز، وعدد مشاهداته يقترب من المليونيْن، ولا يهمّني ان كان يخدم النظام أو المعارضة، ولكني واثق من أن مثل هذا العمل لا ترضاه انسانية ولا ثورة ولا قيم ولا أخلاق العرب! ولنفرض أنه من فعل النظام، وأنه تم تلفيقه للمعارضة لتشويه صورتها ولزيادة فرقتها، يبقى السؤال: اذا أودت بنا الثورة الى زيادة فواحش النظام والى المجاهرة بهذه الفواحش وفضح الأعراض وتشويه صورة العرب بين الناس أجمع، فهل هذه هي الثورة التي أرادها المعارضون؟! اما أن يكون التستوستيرون (له دور في زيادة العنف كما أسلفنا، وكذلك مسؤول عن الخصائص الجنسية) هو السبب أو الواقع السوري القريب من الجنون أو كلاهما والله أعلم بكل الأحوال. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق