22.2.14

مسلمون أم مجرمون ؟!


لا يخفى علينا ما تفعله العصابات الإسلامية التي تُسمّي نفسها بـ"الدولة الاسلامية" والملقّبة بـ "داعش"، فهي تقتل، تسفك الدماء، تُساهم في تفرّق المعارضة، تريد هدم الأضرحة والقبور والى ما ذلك من إخلالات في فهم روح الدين والسياسة. أهو وقت هدم القبور؟! انه خلل في فقه الأولويات، وهو أحد نواتج الخلل الأكبر: فهم الدين بصورة مُعوجّة.

ان أياديهم مُلطّخة بالدّماء وهم يقتلون بوحشية وقتل الانسان عندهم من أسهل ما يكون، فبعد أن يستنطقونه الشهادة، ويقرأون حكم قتله: "كان تارك للصلاة وكان سكرجي"، يذبحونه من الرقبة كما يذبحون الخراف، أمام أعين الكاميرا التي تُصوّر الحدث! انها فتنة كبيرة، تدفع الى التشكيك في هذا الدين وربما الى تركه لوحشية بنيه، فضلا عن ازدرائه وكراهيته وتحذير الناس منه ومن لاانسانيته والتشهير به وبالتالي نفور الناس عنه، وخروجهم منه أفواجا كما دخلوا فيه أفواجا! ان هذه الأعمال الوحشية التي لا يقبلها دين ولا عقل ولا منطق، تؤدّي الى أن تطفو أقوال من قبيل: "اذا كان هذا هو الإسلام فلا نريده!"، "الإسلام دين السيف، القتل، الإرهاب، اللاانسانية والوحشية". انه وضع محزن، مُبكي وهو بالضرورة نتاج فراغ فكري وجمود عاطفي، ليتحوّل الإنسان الى إله القتل والتعذيب، وبئس به من إله!

 انه ينبغي في هذا العصر أن نوضّح باستمرار أن الاسلام لا يُساوي المسلمين والمسلمون على حالهم بعيدون عن أن يمثّلوا الإسلام ورحمته ورُقيّه، وبالتالي ينبغي الفصل بين الاسلام والمسلمين. الاسلام شيء وصورة المسلمين العامة شيء آخر، الاسلام في واد وصورة المسلمين العامة في واد آخر. ثم اذا كان الفهم أعوجا فهذا لا يعني اعوجاج الأصل، اذا كانت هناك فئة قد انحرفت عن روح الدين فهذا لا يعني انحراف الدين، وبالتالي يجب التدقيق في الفكر والقول، ويجب أن نكون واعين الى أن أولئك فئة متشدّدة مُجرمة، ورغم أقليتهم فإن صداهم عالٍ، ولكنهم بالتأكيد غير ممثّلين لهذا الدين. وقد أحسن روجيه جارودي التعبير حينما قال: "الحمد لله أنني عرفت الإسلام قبل أن أعرف المسلمين".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق