22.2.14

"كبار القوم": جون في بلاد العرب ...


ولما دخل جون الى احدى القرى العربية، استقبله أهلها بالورود والزغاريد وإطلاق النار والألعاب النارية. هو لم يفهم لماذا كل هذه الضجة ولماذا هذه الأصوات الغير متناسقة ولماذا كل هذه الفوضى، ولكنه فهم أنهم فرحون بمجيئه! هناك استقبله رئيس البلدة، ليأخذه في جولة حول معالم القرية، بدءا بالمقبرة التي لا تخلو من النفايات، وانتهاءً بالبيت المهدوم الذي تتسلّقه الأعشاب والمتواجد في وسط القرية، ورغم مركزية المكان الا أن السكّان لا يُعيرونه أي اهتمام. لما أخذ جون يُصوّره من زواياه المتعدّدة وعندما طلب أن يأخذوا له صورة مع خلفية البيت، ظنّ قسم من أهل القرية أن جون مجنون أو مهووس، وظن قسم آخر أنه يريد أن يراضيهم ويشجّعهم، وأخذ آخرون يتفحّصون هذا الكنز وكأنهم يُشاهدونه لأول مرة!
في ختام الجولة أقبل أبو عدنان لابسا عباءته السوداء، فقال الرئيس بانفعال: "هذا كبير القوم يا جون!"، الا أن جون لم يفهم وأخذ يسأل: "ماذا تعني بكبير القوم"؟
الرئيس ضاحكا: "كبير القوم يعني شخص مهم في البلد. ما بك يا جون، يبدو أنك جعت، هيا بنا نذهب فالأكل جاهز"!

جون: "لا، أنا لا أمزح! ماذا تعني بكلمة كبير؟ أنا أجري بحثا عن القرى العربية ويهمّني أن أعرف".

الرئيس: "علقنا! يا شباب ساعدونا للخروج من الورطة"!

الا أن جون لم يوقف سيل علامات الاستفهام: "هل معه درجة الدكتوراه أم أكثركم ثقافة"؟

الرئيس: "لا، أبو عدنان أنهى سادس ابتدائي فقط، وهو يستصعب بالقراءة والكتابة".

جون: "هل هو أكثركم علما"؟

الرئيس: "لا، فهناك أطباء ومهندسين وأخصائيين اجتماعيين ومحامين وهناك ثلاث دكاترة في الفلسفة".

جون: "أين هم"؟

الرئيس: "لم يأتوا! دعك من هذه الخزعبلات، تعال لنأكل"!

جون: "لكن لم أفهم الى الآن لماذا قلت أن أبو عدنان كبير القوم! هل هو أعقلكم؟ هل هو أفهمكم؟ هل هو أكثركم خدمة؟ هل هو أتقاكم؟ هل هو أغناكم"؟

الرئيس: "لا، لا، لا، وبعدين"؟!

أحد المشاركين: "يا رئيس قله انه هو من كبار السن ومشان هيك هو من كبار القوم"!  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق