5.8.14

هاي كلاس


هل من قلبه مُعلّق في الـ"كنيونات" هو من "الهاي كلاس"؟! هل من يركب المارسيدس هو من "الهاي كلاس"؟! هل من يلبس الـماركات هو من "الهاي كلاس"؟! هل من يبني بيت الـ 500 متر هو من "الهاي كلاس"؟! هل من لديه "بسيخولوجا" شخصيا هو من "الهاي كلاس"؟!

ان هذه "الهاي كلاس" مبنيّة على مفهوم ومنبع منحرفين. فمنبعها خاطئ، إذ تُقسّم الناس الى طبقات، هذه طبقة عُليا وأخرى طبقة دُنيا. ومن ثم فإن هذا التقسيم ينبع من نظرة مادية بحتة، فمن يملك أموالا فهو من العُليّة، أما من يتعفّف فلا يُغنيه تعفّفه، إذ حقّ عليه القول أنه من أذناب القوم. هذا التفاضل يعكس تكبّرا على الآخر، تكبّر الغني (ماديا) على الفقير (ماديا)، تأليها لصنم المال، رفعا لشأن الغني وبخسا لشأن الفقير. انه يعكس قانون الغاب بأبشع صوره (البقاء للأفضل ماديا). والمفهوم كذلك خاطئ، إذ هل المادية هي التي تُقرّر الأفضلية؟! هل المادية هي التي تُقرّر من يدخل في "الهاي كلاس" ومن يخرج منها؟! انها نظرة محصورة مقصورة على المادية، بل وعلى جزء واحد منها وهو المالية ان صحّ التعبير، في حين المادية هي جانب واحد من جوانب هذه الحياة، إذ هناك، الفن، الروحانيات، الأخلاق، العلم وغيرها من الأمور التي يمكن أن يتسامى بها الانسان على غيره من الكائنات الحية. انه رغم رفضنا لاستعمال كلمات من مثل "الهاي كلاس"، الا أننا نريد "هاي كلاس" في العلم، الروحانيات، الأخلاق وغيرها من الأمور التي تدور في دائرة الثقافة. نريد أناسا راقيين، نعم راقيين، في تعاملاتهم، أخلاقياتهم، تفكيرهم، كلامهم، تصرّفاتهم. وبتعبير أصحّ، نريد أن يتنافس الناس وأن يسعَوا الى القمة في العلم كما في الروحانيات كما في الأخلاق. وعندها سيدرك حتى من يراه بعض المثقّفين أنه من أهل القمة، أنه لا ينتمي الى "الهاي كلاس" تواضعا واقرارا بالحقيقة، إذ كلما اقترب من القمة، اتضّح له كم هي بعيدة!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق