5.8.14

هموم شاب


لطالما قلتُ أن الشباب يجب أن يحملوا هموما تتجاوز همومهم الشخصية، فلا يكفي أن يبقى همّ الشاب الأول والأخير هو ذاته، واذا سألته عن مجتمعه قال لك: "وأنا مالي"! ان هذه الفردية غريبة عن المجتمع العربي، وهي مُستوردة من الحضارة الغربية التي تُقدّس الفرد. ورغم أن ما يتمّ الحديث عنه في الغالب هو استيراد قصات الشعر، الموضة، الملابس، المأكولات وغيرها من الأشياء المحسوسة، الا أننا نعتقد أن الأولى الحديث عن استيراد الأفكار، استيراد المفاهيم، عن التأثيرات الواعية واللا واعية. انه ينبغي للشاب أن يخرج من عالمه المنحصر في ذاته، ليوجّه قسما من همومه واهتماماته الى مجتمعه، وطنه، شعبه، أمته، وإلا بقي الحال على حاله، فمن ذا الذي يقود التغيير؟! هل يُتوقّع من طفل أن يقود التغيير فإن نضجه لم يكتمل؟! أم يُتوقّع من كهل قد حاول أن يقود تغييرا في ريعان شبابه؟! ثم من يستطيع أن يحمل الهموم، ان لم تحملها طاقة الشباب المتفجّرة؟! من يملك الأفكار الجديدة؟! الخطط الجديدة؟!

الشباب هم عماد المجتمع. يقول الرسول عليه الصلاة والسلام: "أوصيكم‌ بالشبان‌ خيرا فانهم‌ أرق أفئدة،‌ بعثت‌ بشيرا ونذيرا فحالفني‌ الشبان‌ وخالفني‌ الشيوخ‌". لذلك، ينبغي أن لا ينحصر تفكير الشاب والشابة في تسريحة الشعر، البنطال الذي يجب أن يكون على الموضة، السيارة وكل ما يتعلّق بها من "شيطنات"، الأرجيلة، السهرات، وانما يجب أن تتوسّع الآفاق لتشمل تفكيرا خارج اطار الذات، تفكيرا بالآخر، تفكيرا بالمجتمع. ان التميّز لا يكون في هذه الأشياء الشخصية، لأن عامة الناس تفعلها وكلها مقدور عليه، إلا أن التميّز والإبداع الحقيقيين يحدثان عندما تعلو همّة شبابية، لتأخذ بأيدي الناس الى التغيير والى الإصلاح. في هذا المجال يمكن أن يترك الشاب بصمة من ورائه، أما في مجال الأشياء الشخصية فلا يبقى أثر، إذ أن الأشياء هناك مُستهلكة وهي بعيدة عن الإنتاج والإبداع!  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق