28.6.14

أضعف الايمان: الطريق حقه!


انه لمن دواعي حزني أن أرى اهمالا لأضعف الإيمان واهتماما (أو اظهارا بالاهتمام) بدرجات أعلى من الإيمان. كيف يمكن أن ينبني الهرم دون القاعدة؟! كيف يمكن صعود السلم دون الدرجات الأولى؟! هل هي استهانة بالدرجات الأولى؟! هل الدرجات الأولى للصغار، للمبتدئين؟!

يقول عليه الصلاة والسلام: "الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ أَوْ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً, فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ, وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الْأَذَى عَنْ الطَّرِيقِ, وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنْ الْإِيمَانِ". ان اماطة الأذى عن الطريق هي أدنى شعب الإيمان وفقا لنص الحديث، أي أن أدنى درجات الإيمان اماطة الأذى عن الطريق. والأذى يمكن أن يكون كل ما يُؤذي الناس، بدءً بقشرة موز أو حجر، وانتهاءً بسيارة تُغلق الطريق الداخلة الى فناء المنزل. كيف يمكن لمن يأتي الى الصلاة مهرولا، أن يُغلق فناء منزل؟! ألا يخطر على باله، أنه يمكن أن يحدث أمر طارئ أثناء الصلاة حتى لو استمرّت عشر دقائق؟! ان اماطة الأذى عن الطريق أدنى شعب الإيمان، فكيف بمن وضع الأذى في الطريق؟! كيف بمن أغلق طريقا؟! انه ذاهب الى تحقيق أعلى شعب الإيمان، الى المسجد، ليقول: لا إله إلا الله، وفي نفس الوقت، يعجز عن تحقيق أدنى شعب الإيمان؟! هل يستقيمان؟!

ان الانسان يمكن أن يغفل أو أن ينسى أو أن يسهو (فالسهو يمكن أن يحدث في الصلاة)، الا أن تكرار الخطأ وتكرار اضافة الأذى الى الطريق ينمّ عن مشكلة معينة! انها مشكلة في فهم الدين! في الاستهانة بالناس، تعظيما لرب الناس (خلل في التعظيم)! في حصر الدين في المسجد، وجثوم الدنيا على الخارج! انه زرع (أو محاولة لزرع) الايمان في المسجد، لا يؤتي أُكُله خارجه! انه ايمان نظري، بعيد عن التطبيق العملي! ألسنا نُقرّ أنْ "ليس الإيمان بالتمنِّي ولكن ما وقَر في القلب وصدّقه العمل". الايمان تربية، قول وعمل، فيه تهذيب للسلوك وهو حالة ملازمة للإنسان، يؤتي أُكُله في كل موقف. الفطرة، التربية الايمانية من شأنها أن تدفع بالإنسان الى نبذ مثل هذا التصرّف: اغلاق مداخل البيوت ووضع الأذى على الطرقات!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق